تفسير سورة التكوير

إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ(1)

التفسير المختصر:
إذا الشمس جُمِع جِرْمها، وذهب ضوؤها.
تفسير الجلالين:
 «إذا الشمس كوِّرت» لففت وذهب بنورها.
تفسير السعدي:
أي: إذا حصلت هذه الأمور الهائلة، تميز الخلق، وعلم كل أحد ما قدمه لآخرته، وما أحضره فيها من خير وشر، وذلك إذا كان يوم القيامة تكور الشمس أي: تجمع وتلف، ويخسف القمر، ويلقيان في النار.

وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ(2)

التفسير المختصر:
وإذا الكواكب تساقطت ومُحِي ضوؤها.
تفسير الجلالين:
 «وإذا النجوم انكدرت» انقضت وتساقطت على الأرض.
تفسير السعدي:
وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ أي: تغيرت، وتساقطت من أفلاكها.

وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ(3)

التفسير المختصر:
وإذا الجبال حُرِّكت من مكانها.
تفسير الجلالين:
 «وإذا الجبال سيِّرت» ذهب بها عن وجه الأرض فصارت هباءً منبثا.
تفسير السعدي:
وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ أي:: صارت كثيبا مهيلا، ثم صارت كالعهن المنفوش، ثم تغيرت وصارت هباء منبثا، وسيرت عن أماكنها.

وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ(4)

التفسير المختصر:
وإذا النُّوق الحوامل التي يتنافس أهلها فيها أُهْمِلت بتركهم لها.
تفسير الجلالين:
 «وإذا العشار» النوق الحوامل «عُطلت» تركت بلا راع أو بلا حلب لما دهاهم من الأمر، وإن لم يكن مال أعجب إليهم منها.
تفسير السعدي:
وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ أي: عطل الناس حينئذ نفائس أموالهم التي كانوا يهتمون لها ويراعونها في جميع الأوقات، فجاءهم ما يذهلهم عنها، فنبه بالعشار، وهي النوق التي تتبعها أولادها، وهي أنفس أموال العرب إذ ذاك عندهم، على ما هو في معناها من كل نفيس.

وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ(5)

التفسير المختصر:
وإذا الوحوش جُمِعت مع البشر في صعيد واحد.
تفسير الجلالين:
 «وإذا الوحوش حشرت» جمعت بعد البعث ليقتص لبعض من بعض ثم تصير ترابا.
تفسير السعدي:
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ أي: جمعت ليوم القيامة، ليقتص الله من بعضها لبعض، ويرى العباد كمال عدله، حتى إنه ليقتص من القرناء للجماء ثم يقول لها: كوني ترابا.

وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ(6)

التفسير المختصر:
وإذا البحار أُوقِدت حتى تصير نارًا.
تفسير الجلالين:
 «وإذا البحار سجِّرت» بالتخفيف والتشديد: أوقدت فصارت نارا.
تفسير السعدي:
وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ أي: أوقدت فصارت -على عظمها- نارا تتوقد.

وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ(7)

التفسير المختصر:
وإذا النفوس قُرِنت بمن يماثلها، فَيُقْرن الفاجر بالفاجر، والتقي بالتقي.
تفسير الجلالين:
 «وإذا النفوس زوجت» قرنت بأجسادها.
تفسير السعدي:
وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ أي: قرن كل صاحب عمل مع نظيره، فجمع الأبرار مع الأبرار، والفجار مع الفجار، وزوج المؤمنون بالحور العين، والكافرون بالشياطين، وهذا كقوله تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ .

وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ(8)

التفسير المختصر:
وإذا الطفلة المدفونة وهي حيّة سألها الله.
تفسير الجلالين:
 «وإذا الموءودة» الجارية تدفن حية خوف العار والحاجة «سئلت» تبكيتا لقاتلها.
تفسير السعدي:
وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ وهو الذي كانت الجاهلية الجهلاء تفعله من دفن البنات وهن أحياء من غير سبب، إلا خشية الفقر.

بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ(9)

التفسير المختصر:
بأي جريمة قتلك من قتلك؟!
تفسير الجلالين:
 «بأي ذنب قتلت» وقرئ بكسر التاء حكاية لما تخاطب به وجوابها أن تقول: قتلت بلا ذنب.
تفسير السعدي:
فتسأل: بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ومن المعلوم أنها ليس لها ذنب، ففي هذا توبيخ وتقريع لقاتليها .

وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ(10)

التفسير المختصر:
وإذا صحف أعمال العباد نُشِرت؛ ليقرأ كل واحد صحيفة أعماله.
تفسير الجلالين:
 «وإذا الصحف» صحف الأعمال «نشرت» بالتخفيف والتشديد فتح وبسطت.
تفسير السعدي:
وَإِذَا الصُّحُفُ المشتملة على ما عمله العاملون من خير وشر نُشِرَتْ وفرقت على أهلها، فآخذ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله، أو من وراء ظهره.

وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ(11)

التفسير المختصر:
وإذا السماء نُزِعت كما يُنْزَع الجلد عن الشاة.
تفسير الجلالين:
 «وإذا السماء كشطت» نزعت عن أماكنها كما ينزع الجلد عن الشاة.
تفسير السعدي:
وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ أي: أزيلت، كما قال تعالى: يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ

وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ(12)

التفسير المختصر:
وإذا النار أُوقِدت.
تفسير الجلالين:
 «وإذا الجحيم» النار «سعرت» بالتخفيف والتشديد أُججت.
تفسير السعدي:
وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ أي: أوقد عليها فاستعرت، والتهبت التهابا لم يكن لها قبل ذلك،

وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ(13)

التفسير المختصر:
وإذا الجنة قُرِّبت للمتقين.
تفسير الجلالين:
 «وإذا الجنة أزلفت» قربت لأهلها ليدخلوها وجواب إذا أول السورة وما عطف عليها.
تفسير السعدي:
وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ أي: قربت للمتقين،

عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ(14)

التفسير المختصر:
عندما يحصل ذلك تعلم كل نفس ما قدمت من الأعمال لذلك اليوم.
تفسير الجلالين:
 «علمت نفس» كل نفس وقت هذه المذكورات وهو يوم القيامة «ما أحضرت» من خير وشر.
تفسير السعدي:
عَلِمَتْ نَفْسٌ أي: كل نفس، لإتيانها في سياق الشرط.
مَا أَحْضَرَتْ أي: ما حضر لديها من الأعمال [التي قدمتها] كما قال تعالى: وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وهذه الأوصاف التي وصف الله بها يوم القيامة، من الأوصاف التي تنزعج لها القلوب، وتشتد من أجلها الكروب، وترتعد الفرائص وتعم المخاوف، وتحث أولي الألباب للاستعداد لذلك اليوم، وتزجرهم عن كل ما يوجب اللوم، ولهذا قال بعض السلف: من أراد أن ينظر ليوم القيامة كأنه رأي عين، فليتدبر سورة إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ

فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ(15)

التفسير المختصر:
أقسم الله بالنجوم الخفية قبل بزوغها في الليل.
تفسير الجلالين:
 «فلا أقسم» لا زائدة «بالخُنَّس».
تفسير السعدي:
أقسم تعالى بِالْخُنَّسِ وهي الكواكب التي تخنس أي: تتأخر عن سير الكواكب المعتاد إلى جهة المشرق، وهي النجوم السبعة السيارة: " الشمس "، و " القمر "، و " الزهرة "، و " المشترى "، و " المريخ "، و " زحل "، و " عطارد "، فهذه السبعة لها سيران: سير إلى جهة المغرب مع باقي الكواكب والأفلاك ، وسير معاكس لهذا من جهة المشرق تختص به هذه السبعة دون غيرها.

الْجَوَارِ الْكُنَّسِ(16)

التفسير المختصر:
الجاريات في أفلاكها التي تغيب عند بزوغ الصبح مثل الظباء تدخل كِنَاسها؛ أي: بيتها.
تفسير الجلالين:
 «الجوار الكنَّس» هي النجوم الخمسة: زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد، تخنس بضم النون، أي ترجع في مجراها وراءها، بينما نرى النجم في آخر البرج إذ كَّر راجعا إلى أوله، وتكنس بكسر النون: تدخل في كناسها، أي تغيب في المواضع التي تغيب فيها.
تفسير السعدي:
فأقسم الله بها في حال خنوسها أي: تأخرها، وفي حال جريانها، وفي حال كنوسها أي: استتارها بالنهار، ويحتمل أن المراد بها جميع النجوم الكواكب السيارة وغيرها.

وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ(17)

التفسير المختصر:
وأقسم بأول الليل إذا أقبل، وبآخره إذا أدبر.
تفسير الجلالين:
 «والليل إذا عسعس» أقبل بظلامه أو أدبر.
تفسير السعدي:
وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ أي: أدبر وقيل: أقبل،

وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ(18)

التفسير المختصر:
وأقسم بالصبح إذا بزغ نوره.
تفسير الجلالين:
 «والصبح إذا تنفس» امتد حتى يصير نهارا بينا.
تفسير السعدي:
وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ أي: بانت علائم الصبح، وانشق النور شيئا فشيئا حتى يستكمل وتطلع الشمس، وهذه آيات عظام، أقسم الله بها على علو سند القرآن وجلالته،

إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(19)

التفسير المختصر:
إن القرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لكلام الله بلّغه مَلَك أمين، وهو جبريل عليه السلام ، ائتمنه الله عليه.
تفسير الجلالين:
 «إنه» أي القرآن «لقول رسول كريم» على الله تعالى وهو جبريل أضيف إليه لنزوله به.
تفسير السعدي:
وحفظه من كل شيطان رجيم فقال: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وهو: جبريل عليه السلام، نزل به من الله تعالى، كما قال تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ووصفه الله بالكريم لكرم أخلاقه، وكثره خصاله الحميدة، فإنه أفضل الملائكة، وأعظمهم رتبة عند ربه،

ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ(20)

التفسير المختصر:
صاحب قوة، ذي منزلة عظيمة عند رب العرش سبحانه.
تفسير الجلالين:
 «ذي قوة» أي شديد القوى «عند ذي العرش» أي الله تعالى «مكين» ذي مكانة متعلق به عند.
تفسير السعدي:
ذِي قُوَّةٍ على ما أمره الله به.
ومن قوته أنه قلب ديار قوم لوط بهم فأهلكهم.
عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ أي: جبريل مقرب عند الله، له منزلة رفيعة، وخصيصة من الله اختصه بها، مَكِينٍ أي: له مكانة ومنزلة فوق منازل الملائكة كلهم.

مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ(21)

التفسير المختصر:
يطيعه أهل السماء، مُؤْتَمن على ما يبلغه من الوحي.
تفسير الجلالين:
 «مطاع ثَمَّ» تطيعه الملائكة في السماوات «أمين» على الوحي.
تفسير السعدي:
مُطَاعٍ ثَمَّ أي: جبريل مطاع في الملأ الأعلى، لديه من الملائكة المقربين جنود، نافذ فيهم أمره، مطاع رأيه، أَمِينٍ أي: ذو أمانة وقيام بما أمر به، لا يزيد ولا ينقص، ولا يتعدى ما حد له، وهذا [كله] يدل على شرف القرآن عند الله تعالى، فإنه بعث به هذا الملك الكريم، الموصوف بتلك الصفات الكاملة.
والعادة أن الملوك لا ترسل الكريم عليها إلا في أهم المهمات، وأشرف الرسائل.

وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ(22)

التفسير المختصر:
وما محمد صلى الله عليه وسلم الملازم لكم الذي تعرفون عقله وأمانته وصدقه بمجنون كما تدّعون بهتانًا.
تفسير الجلالين:
 «وما صاحبكم» محمد صلى الله عليه وسلم عطف على إنه إلى آخر المقسم عليه «بمجنون» كما زعمتم.
تفسير السعدي:
ولما ذكر فضل الرسول الملكي الذي جاء بالقرآن، ذكر فضل الرسول البشري الذي نزل عليه القرآن، ودعا إليه الناس فقال: وَمَا صَاحِبُكُمْ وهو محمد صلى الله عليه وسلم بِمَجْنُونٍ كما يقوله أعداؤه المكذبون برسالته، المتقولون عليه من الأقوال، التي يريدون أن يطفئوا بها ما جاء به ما شاءوا وقدروا عليه، بل هو أكمل الناس عقلا، وأجزلهم رأيا، وأصدقهم لهجة.

وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ(23)

التفسير المختصر:
ولقد رأى صاحبكم جبريل على صورته التي خُلِقَ عليها بأفق السماء الواضح.
تفسير الجلالين:
 «ولقد رآه» رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته التي خُلق عليها «بالأفق المبين» البيِّن وهو الأعلى بناحية المشرق.
تفسير السعدي:
وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ أي: رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالأفق البين، الذي هو أعلى ما يلوح للبصر.

وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ(24)

التفسير المختصر:
وليس صاحبكم ببخيل عليكم يبخل أن يبلغكم ما أُمِر بتبلغيه إليكم، ولا يأخذ أجرًا كما يأخذه الكهنة.
تفسير الجلالين:
 «وما هو» محمد صلى الله عليه وسلم «على الغيب» ما غاب من الوحي وخبر السماء «بظنين» أي بمتهم، وفي قراءة بالضاد، أي ببخيل فينتقص شيئا منه.
تفسير السعدي:
وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ أي: وما هو على ما أوحاه الله إليه بمتهم يزيد فيه أو ينقص أو يكتم بعضه، بل هو صلى الله عليه وسلم أمين أهل السماء وأهل الأرض، الذي بلغ رسالات ربه البلاغ المبين، فلم يشح بشيء منه، عن غني ولا فقير، ولا رئيس ولا مرءوس، ولا ذكر ولا أنثى، ولا حضري ولا بدوي، ولذلك بعثه الله في أمة أمية، جاهلة جهلاء، فلم يمت صلى الله عليه وسلم حتى كانوا علماء ربانيين، وأحبارا متفرسين، إليهم الغاية في العلوم، وإليهم المنتهى في استخراج الدقائق والفهوم، وهم الأساتذة، وغيرهم قصاراه أن يكون من تلاميذهم.

وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ(25)

التفسير المختصر:
وليس هذا القرآن من كلام شيطان مطرود من رحمة الله.
تفسير الجلالين:
 «وما هو» أي القرآن «بقول شيطان» مسترق السمع «رجيم» مرجوم.
تفسير السعدي:
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ لما ذكر جلالة كتابه وفضله بذكر الرسولين الكريمين، اللذين وصل إلى الناس على أيديهما، وأثنى الله عليهما بما أثنى، دفع عنه كل آفة ونقص مما يقدح في صدقه، فقال: وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ أي: في غاية البعد عن الله وعن قربه،

فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ(26)

التفسير المختصر:
فأي طريق تسلكونها لإنكار أنه من الله بعد هذه الحجج؟!
تفسير الجلالين:
 «فأين تذهبون» فبأي طريق تسلكون في إنكاركم القرآن وإعراضكم عنه.
تفسير السعدي:
فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ أي: كيف يخطر هذا ببالكم، وأين عزبت عنكم أذهانكم؟ حتى جعلتم الحق الذي هو في أعلى درجات الصدق بمنزلة الكذب، الذي هو أنزل ما يكون [وأرذل] وأسفل الباطل؟ هل هذا إلا من انقلاب الحقائق.

إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ(27)

التفسير المختصر:
ليس القرآن إلا تذكيرًا وموعظة للجن والإنس.
تفسير الجلالين:
 «إن» ما «هو إلا ذكر» عظة «للعالمين» الإنس والجن.
تفسير السعدي:
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ يتذكرون به ربهم، وما له من صفات الكمال، وما ينزه عنه من النقائص والرذائل [والأمثال]، ويتذكرون به الأوامر والنواهي وحكمها، ويتذكرون به الأحكام القدرية والشرعية والجزائية، وبالجملة، يتذكرون به مصالح الدارين، وينالون بالعمل به السعادتين.

لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ(28)

التفسير المختصر:
لمن شاء منكم أن يستقيم على طريق الحق.
تفسير الجلالين:
 «لمن شاء منكم» بدل من العالمين بإعادة الجار «أن يستقيم» باتباع الحق.
تفسير السعدي:
لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ بعدما تبين الرشد من الغي، والهدى من الضلال.

وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(29)

التفسير المختصر:
وما تشاؤون استقامة ولا غيرها إلا أن يشاء الله ذلك، رب الخلائق كلها.
تفسير الجلالين:
 «وما تشاءون» الاستقامة على حق «إلا أن يشاء الله رب العالمين» الخلائق استقامتكم عليه.
تفسير السعدي:
وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ أي: فمشيئته نافذة، لا يمكن أن تعارض أو تمانع.
وفي هذه الآية وأمثالها رد على فرقتي القدرية النفاة، والقدرية المجبرة كما تقدم مثلها [والله أعلم والحمد لله].